لمحة تاريخية لصحراء الجزائر
الصحراء الجزائرية هي صحراء تقع في وسط شمال أفريقيا، وهي جزء من الصحراء الأفريقية الكبرى، تمثل مساحة الصحراء في الجزائر أكثر من 80 % من مساحتها الإجمالية، وبهذا تكون بلا مغامرة حقيقية، وتعتبر هذه الصحراء أكثر المناطق الصحراوية في العالم سخونة تمتد على أكثر من 3.5 مليون ميل مربع وهو تقريبا حجم الولايات المتحدة الأمريكية بأسرها. يعيش في هذه الصحراء منذ القدم القبائل الرحل وهم يعتبرون الصحراء مقرا لهم، وأكثر من 2.5 من السكان يقطنون بالحدود وأحيانا تكون الحياة قاسية جدا. إن الصحراء أرضا قاحلة ويعتقد بعض العلماء أنها المنطقة الأكثر جفافا خلال 3000 سنة. أغلب الرحل يتنقّلون للبحث عن الواحات وكثير منها يتوفّر على طبقة مياه جوفية توفر الكثير من المياه اللازمة لهم ولمواشيهم. جنوب الجزائر، توجد الحديقة الوطنية تاسيلي نجير، وهي سلسلة جبال كثيرة، ولهذا المنتزه نظام بيئي فريد من نوعه وذلك لقدرة حمولة مياهه، كما أن النباتات توجد هناك أكثر من الصحراء المحيطة. وفي الجزء الشرقي للحدود يمكن للمرء أن يرى أنواع من شجرة ميرتل وشجرة السرو، والتي يعود تاريخ وجودها إلى أزمنة ما قبل التاريخ.
كما تعتبر الصحراء الجزائرية أكبر خزان للطاقة الشمسية في العالم حسب ما أعلنته الوكالة الفضائية الألمانية عقب دراسة حديثة أجريت من قبل خبراء الوكالة، أن الصحراء الجزائرية هي أكبر خزان للطاقة الشمسية في العالم، حيث تدوم الإشعاعات الشمسية في الصحراء الجزائرية 3000 ساعة إشعاع في السنة وهو أعلى مستوى لإشراق الشمس على المستوى العالمي حسب الدراسة واستنتجت بان بإمكان إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية من الصحراء الجزائرية يمكن ان يغطي 50 مرة احتياجات القارة الأوروبية من الطاقة التي تستهلكها سنويا عرفت
الجزائر الحضارة عبر مختلف العصور، فقد عثر على بقايا وآثار نشاط إنسانيتعود إلى نحو 7000 عام ق.م واحتكت بعدة حضارات سجلها التاريخ، كالحضارة
الفينيقية التي تعامل معها الأمازيغيون سكان الجزائر آنذاك.
خضعت
الجزائر في القرن السابع ق.م لحكم قرطاج ثم احتلها الرومان سنة 42 ق.م
وعام 682م بدأ عصرها العربي الإسلامي وخضعت لحكم الفاطميين وبني عبدالواد
والحفصيين وفي سنة 1518 خضعت لحكم العثمانيين ثم احتلها الفرنسيون عام 1830
حيث توالت مقاومة الجزائريين لهم إلى أن اندلعت ثورة الجزائر في الأول من
نوفمبر/ تشرين الثاني 1954 وبها نال الجزائريون استقلالهم عن فرنسا سنة
1962. وانضمت الجزائر في نفس العام لجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم
المتحدة.
نبذة جغرافية
الجزائر
هي إحدى دول شمال أفريقيا العربية، وتقع بين المغرب وتونس عند تقاطع خط
العرض 25 درجة شمالا وخط الطول 3 درجات شرقا وتمتد شواطئها 1200 كلم شمالا
على البحر الأبيض المتوسط، ولها حدود برية مشتركة مع ليبيا وتونس شرقا ومع
المغرب غربا ومن الجنوب حدودها المشتركة مع كل من موريتانيا ومالي والنيجر
وتعتبر الجزائر ثانية كبرى بلدان أفريقيا مساحة بعد السودان.
وتتكون
أرض الجزائر من السهل الساحلي الشمالي على امتداد المتوسط وبموازاتها سلاسل
جبال أطلس التل وجبال أطلس الصحراء باتجاه الجنوب وفيها أعلى المرتفعات
وهي قمة تاهات وارتفاعها 3303 أمتار فوق سطح البحر، ثم جبال القبائل
والأوراس وأولاد نايل والزاب وفيها أودية تجري مياهها في فصل الشتاء تنضب
لتتحول إلى مراع خصبة، وأما بقية أرض الجزائر فهي عبارة عن صحراء شاسعة جدا
تستوعب معظم سطحها.الجذور الأولى لتاريخ وحضارة الجزائر 500.000 سنة ق.م
دلت الحفريات التي عثر عليها في الجزائر (الطاسيلي والهقار) على تواجد الإنسان في أرض الجزائر
قبل أزيد من 500.000 سنة ( أي من العصر الحجري )
ثم تطورت حضارات إنسانية بدائية مختلفة في الشمال: حضارة إيبيرية-مغاربية (13.000-8.000 ق.م) حسبما دلت عليه الآثار التي
تم العثور عليها بالقرب من تلمسان، تلتها حضارة قفصية (نسبة إلى الفترة التي قامت فيها حضارات مشابهة في قفصة بتونس
(7.500 إلى 4.000 ق.م) بالقرب من قسنطينة، بالإضافة إلى حضارات أخرى في مناطق متفرقة من الصحراء.
الحضارات التي مرت بالجزائر قبل الميلاد إلى بدايات التأريخ الميلادي
وهي
حضارات مرت بداية من فترة 2500 سنة ق.م بوصول القرطاجيين للجزائر وتأسيس
مدينة عنابة ثم تعاقبة بعدها عديد الحضارات نذكر هنا نوميديا، بلاد
النومادوس، الأمازيغ البربر قديما، مقاطعة للإمبراطورية الرومانية ثم
البيزنطية، بين مقاطعة أفريقيا شرقا، و موريطانيا القديمة غربا، ممثلة
بالجزء الشرقي للجزائر حاليا . . النومادوس، هم البدو شبه الرحل، منقسمين
لقبائل. وصف الرومان قبائل الشرق بالماسيليين (نسبة لميس، جد ماسينيسا
الأكبر) أما الغربيون فهم الماسايليين . . خلال الحرب البونية الأولى، اتحد
الماسايليون تحت قيادة الملك صيفاقس ، مع قرطاجة، حين اتحد الماسليون
بزعامة ماسينيسا مع الرومان. كانت كل نوميديا في يد ماسينيسا بعد انتصار
الرومان. دامت الدولة قرنا من الزمن حتى مجئ الرومان وخلعهم لآخر ملوكها
يوغرطة. أصبحت المملكة جزءا من الإمبراطورية الرومانية. ثم في 429م دخول
الوندال أرض الجزائر بقيادة جيسيريكو إلى سنة 533 إلى 646 م بيليساريوس،
جنرال جستنيان الأول البيزنطي، يقضي على الوندال، و يلحق المنطقة بروما
الشرقية .دخول الإسلام إلى الجزائر في 647 م
فتح
العرب البلاد على يد المسلم أبو المهاجر دينار في 647م ، الذي صادق كسيلة
الأمازيغي، مدخله في الإسلام بعدها . مبعوث الأمويين عقبة بن نافع يهاجم
كسيلة المرتد في انتقام، لكن عقبة يقتل على يديه، خلال القرن الثامن
الميلادي . عرفت البلاد قيام أولى الدول الإسلامية المستقلة، بعواصم
مختلفة، (الأغالبة مندوبو العباسيين، الرستميون، الأدارسة ). ظهر بعدها
التشيع الاسماعيلي برعاية الفاطميين ليتغير تدفق الفتوحات إلى الخارج، ففتح
هؤلاء بلاد مصر و الشام والحجاز، ثم تحولوا بعاصمتهم إلى جهة الشرق رافق
تمرد عملائهم السابقين، تغريبة (بنو هلال، بني سليم، بني المعقل) إلى
الجزائر، بتشجيع منهم، ابتداءا من القرن الـ11 م .
سيطر على البلاد العديد من السلالات : (الزيريون، الحماديون، الموحدون، الزيانيون، الحفصيون، المرينيون)حكم العثمانيين الإسلامي في 1518مدخل
الإسبان على الجزائر من وهران سنة 1504 بقيادة غونزالو سيسنيروز، كاردينال
الملوك الكاثوليك، فاستنجد سكان بجاية و جيجل بالاخوة عروج، حيث قام
باربروس عروج وخير الدين، بوضع بلاد الجزائر تحت سيادة الدولة العثمانية،
وجعلا من سواحل البلاد قاعدة لعملياتهم البحرية على الأساطيل المسيحية .
بلغت هذه النشاطات ذروتها سنة 1600 م، (أطلق على مدينة الجزائر اسم دار
الجهاد ). تعرضت مدينة الجزائر خلالها، لهجوم الملك شارل الخامس في 1535
بعد سيطرته على مدينة تونس، التي لم تدم طويلا . في سنة 1827 م قام الداي
حسين (حاكم الجزائر) بطرد القنصل الفرنسي من مجلسه مشيراً إليه بالمروحة،
فاعتبرتها فرنسا إهانة لها. و بعد حصار طويل قامت فرنسا باحتلال الجزائر
سنة 1830م .الجزائر الحاكم الأول والوحيد في البحر المتوسط
اعتبر البحر المتوسط محمية الاسطول الجزائري و رجاله، وكان على القوى الأوروبية دفع ضريبة الإبحار فيه، مقابل حمايتهم .
الولايات
المتحدة الأمريكية، والتي فقدت حماية بريطانيا العظمى لها بعد حرب
تحريرها، تعرضت سفنها للجهاد البحري ، حيث تم بيع ركابها كعبيد، تلى هذا،
خلال 1794، مقترح مجلس الشيوخ الأمريكي، دعما للبحرية للقضاء على القرصنة
في سواحل المتوسط . رغم حشد البحرية الأمريكية، عقدت الولايات المتحدة
اتفاقية مع داي الجزائر، سنة 1797، تضمن دفع ضريبة قدرها 10 مليون دولار
خلال 12 سنة، مقابل حماية مراكبها. بلغ سداد ضريبة الولايات المتحدة 20% من
مدخولها السنوي سنة 1800الاستعمار الفرنسي للجزائر في أخر الزمان
احتلت
فرنسا الجزائر عام 1830م بعد تخلي الدولة العثمانية عليها أين وجدت نفسها
وحيدة في مواجهة أكبر قوة عسكرية آنذاك *فرنسا* بمساعدة ودعم العديد من
البلدان الأوربية ... وحاولت فرنسا طمس ثقافة ديانة لغة الشعب الجزاشري لكن
ها إصطدمت بمقاومة عنيفة من الشعب وكذا القياديين البارزين في تاريخ
الجزائر المشرق وقد استمر صمود الجزائريين طوال فترة الغزو متمثلا في
مقاومات شعبية تواصلت طيلة القرن التاسع عشر إلى بداية القرن العشرين .الاستعمار الفرنسي للجزائر في أخر الزمان
احتلت
فرنسا الجزائر عام 1830م بعد تخلي الدولة العثمانية عليها أين وجدت نفسها
وحيدة في مواجهة أكبر قوة عسكرية آنذاك *فرنسا* بمساعدة ودعم العديد من
البلدان الأوربية ... وحاولت فرنسا طمس ثقافة ديانة لغة الشعب الجزاشري لكن
ها إصطدمت بمقاومة عنيفة من الشعب وكذا القياديين البارزين في تاريخ
الجزائر المشرق وقد استمر صمود الجزائريين طوال فترة الغزو متمثلا في
مقاومات شعبية تواصلت طيلة القرن التاسع عشر إلى بداية القرن العشرين .ومن أهم الثورات المسلحة خلال هذه الفترة :
- مقاومة الأمير عبد القادر والتي امتدت من 1832 إلى 1847 وشملت كل من المدية وبسكرة ومليانة ومعسكر وتلمسان .
- مقاومة أحمد باي من 1837 إلى 1848 وشملت منطقة قسنطينة .
- ثورة محمد بن عبد الله الملقب بومعزة , من 845 1الى 1847 بالشلف والحضنة والتيطري .
- مقاومة الزعاطشة من 1848 إلى 1849 بالزعاطشة ( بسكرة ) والاوراس. ومن أهم قادتها بوزيان ( بو عمار )
- مقاومة الاغواط وتقرت من 1852 إلى 1854 تحت قيادة الشريف محمد بن عبد الله بن سليمان .
- ثورة القبائل من 1851 إلى 1857 بقيادة لالة فاطمةنسومر والشريف بوبغلة .
- ثورة أولاد سيدي الشيخ من 1864 إلى 1880 بواحة البيض وجبل عمور ومنطقة التيطري , سور الغزلان وتيارت بقيادة
سليمان بن حمزة , أحمد بن حمزة , سي لتعلي .
- ثورة المقراني من 1871 إلى 1872 بكل من برج بوعريريج , مجانة , سطيف, تيزي وزو , دراع الميزان , باتنة, سور الغزلان, الحضنة .
- مقاومة بن العربي بن تاج , المعروف ببو عمامة من 1881 إلى 1883 ,وشملت عين الصفراء, تيارت , سعيدة, عين صالح .
- مقاومة التوارق من 1916 إلى 1919 بتاغيت, الهقار , جانت, ميزاب, ورقلة, بقيادة الشيخ أمود ..أحداث 8 مـاي1945غداة
انتهاء الحرب العالمية الثانية بسقوط النظامين النازي والفاشي . فخرج
الجزائريين في مسيرات تظاهرية سلمية لمطالبة فرنسا بالوفاء بالوعد. وكان رد
هذه الأخيرة بالسلاح والاضطهاد الوحشي ضد شعب أعزل . فكانت مجزرة رهيبة
شملت مدن سطيف و قالمة وخراطة , سقط خلالها ما يزيد عن 45.000 شهيد .
فأدرك الشعب الجزائري أنه لا حرية له ولا استقلال إلا عن طريق النضال والكفاح المسلح
ثورة أول نوفمبر 1954 الخالدة .... أعظم الحروب في العصر الحديث
في
ليلة الفاتح من نوفمبر من سنة 1954 شن ما يقارب 3000 مجاهد ثلاثين هجوما
في معظم أنحاء الوطن , على المراكز الحساسة للسلطات الاستعمارية . وقد
توزعت العمليات على معظم أنحاء التراب الوطني حتى لايمكن قمعها كما حدث
لثورات القرن التاسع عشر بسبب تركزها في جهات محدودة . وعشية اندلاع الثورة
أعلن عن ميلاد " حزب جبهة الحرير الوطني" وتم إصدار بيان يشرح طبيعة تلك
الأحداث ويحدد هدف الثورة , وهو استعادة الاستقلال وإعادة بناء الدولة
الجزائرية .
*هجوم 20 أوت 1955
يعتبر هجوم 20 أوت 1955
بمثابة نفس جديد للثورة , لنه أبرز طابعها الشعبي ونفي الادعاءات المغرضة
للاستعمار الفرنسي , ودفع الأحزاب إلى الخروج من تحفظها والانضمام إلى جبهة
التحرير . إذ عمت الثورة العارمة جميع أجزاء التراب الوطني , واستجاب
الشعب تلقائيا , بشن عمليات هجومية باسلة استمرت ثلاثة أيام كاملة كلفت
تضحيات جسيمة في الأرواح, لكنها برهنت للاستعمار والرأي العالمي بان جيش
التحرير قادر على .
*مؤتمر الصومام 20 أوت 1956
حققت جبهة
التحرير الوطني في بداية نشاطها إنجازات هائلة , مما شجعها على مواصلة
العمل التنظيمي . فقررت عقد مؤتمر تقييمي لسنتين من النضال وذلك في 20 أوت
1956 في أغزر امقران بوادي الصومام . كرس المؤتمر مبدأ القيادة الجماعية ,
مع الأولوية للقيادة العسكرية والنضال داخل التراب الوطني .
*أحداث قرية سيدي يوسف 08 فيفري 1958
من
بين العمليات الوحشية التي قام بها الجيش الفرنسي من أجل عزل المجاهدين
وعرقلة وصول الأسلحة والمؤن إلى داخل الوطن, قصف قرية سيدي يوسف التونسية
الواقعة على الحدود الجزائرية يوم 08 فيفري 1958 حيث قامت القوات
الاستعمارية بشن هجمات عنيفة بطائراتها الحربية تسببت في ابادة عشرات
الأبرياء من المدنيين التونسيين والجزائريين .
*الحكومة الجزائرية المؤقتة 19 سبتمبر 1958
مواصلة
للجهود التنظيمية للهيئات السياسية التي تقود الثورة , تم يوم 19 سبتمبر
1958 من طرف لجنة التنسيق والتنفيذ، الإعلان عن تأسيس الحكومة المؤقتة
للجمهورية الجزائرية , كإحياء للدولة واستعاده للسيادة , وقد يظهر جليا انه
أصبح للشعب الجزائري ممثل شرعي ووحيد .
*مظاهرات 11 ديسمبر 1960
صعد
الشعب الجزائري مواقفه لتصبح علنية استجابة لنداءات جبهة التحرير الوطني
منذ أول نوفمبر 1954 فقام باضطرابات ومظاهرات للتعبير عن رايه والتأكيد على
وحدته ونضجه السياسي , وقد بدا ذلك جليا خلال مظاهرات 11 ديسمبر1960 التي
شملت كافة التراب الوطني .
*أحداث 17 أكتوبر 1961
تحتفظ الذاكرة
الجماعية بتاريخ 17 أكتوبر 1961 , يوم خرج مئات الجزائريين بالمهجر في
تظاهرات سلمية تلبية لنداء فيدرالية حزب جبهة التحرير الوطني بفرنسا ,
فوجهوا بقمع شديد من طرف السلطات الفرنسية .أدى إلى قتل العديد منهم ,
ويمثل هذا التاريخ اليوم الوطني للهجرة تخليدا لتلك الأحداث الراسخة على
صفحات التاريخ الجزائري .**الاستقلال**استمرت
الثورة متحدية كل انواع القمع التي تعرضت لها في الأرياف والمدن من أجل
ضرب ركائزها .وتواصل الكفاح المسلح إلى جانب العمل المنظم من اجل جمع
التبرعات المالية وشحن الادرية وتوزيع المناشير وغيرها . قي الشعب الجزائري
صامدا طيلة سنوات الحرب يقاوم شتى أنواع البطش من اعتقالات تعسفية وترحيل
وغيرها مبرهنا بذلك على ايمانه بحتمية النصر .
.وتم الإعلان عن استفلال الجزائر يوم 3 جويلية 1962 واختير يوم 5 جويلية عيد للاستقلال
هي إحدى دول شمال أفريقيا العربية، وتقع بين المغرب وتونس عند تقاطع خط
العرض 25 درجة شمالا وخط الطول 3 درجات شرقا وتمتد شواطئها 1200 كلم شمالا
على البحر الأبيض المتوسط، ولها حدود برية مشتركة مع ليبيا وتونس شرقا ومع
المغرب غربا ومن الجنوب حدودها المشتركة مع كل من موريتانيا ومالي والنيجر
وتعتبر الجزائر ثانية كبرى بلدان أفريقيا مساحة بعد السودان.
وتتكون
أرض الجزائر من السهل الساحلي الشمالي على امتداد المتوسط وبموازاتها سلاسل
جبال أطلس التل وجبال أطلس الصحراء باتجاه الجنوب وفيها أعلى المرتفعات
وهي قمة تاهات وارتفاعها 3303 أمتار فوق سطح البحر، ثم جبال القبائل
والأوراس وأولاد نايل والزاب وفيها أودية تجري مياهها في فصل الشتاء تنضب
لتتحول إلى مراع خصبة، وأما بقية أرض الجزائر فهي عبارة عن صحراء شاسعة جدا
تستوعب معظم سطحها.الجذور الأولى لتاريخ وحضارة الجزائر 500.000 سنة ق.م
دلت الحفريات التي عثر عليها في الجزائر (الطاسيلي والهقار) على تواجد الإنسان في أرض الجزائر
قبل أزيد من 500.000 سنة ( أي من العصر الحجري )
ثم تطورت حضارات إنسانية بدائية مختلفة في الشمال: حضارة إيبيرية-مغاربية (13.000-8.000 ق.م) حسبما دلت عليه الآثار التي
تم العثور عليها بالقرب من تلمسان، تلتها حضارة قفصية (نسبة إلى الفترة التي قامت فيها حضارات مشابهة في قفصة بتونس
(7.500 إلى 4.000 ق.م) بالقرب من قسنطينة، بالإضافة إلى حضارات أخرى في مناطق متفرقة من الصحراء.
الحضارات التي مرت بالجزائر قبل الميلاد إلى بدايات التأريخ الميلادي
وهي
حضارات مرت بداية من فترة 2500 سنة ق.م بوصول القرطاجيين للجزائر وتأسيس
مدينة عنابة ثم تعاقبة بعدها عديد الحضارات نذكر هنا نوميديا، بلاد
النومادوس، الأمازيغ البربر قديما، مقاطعة للإمبراطورية الرومانية ثم
البيزنطية، بين مقاطعة أفريقيا شرقا، و موريطانيا القديمة غربا، ممثلة
بالجزء الشرقي للجزائر حاليا . . النومادوس، هم البدو شبه الرحل، منقسمين
لقبائل. وصف الرومان قبائل الشرق بالماسيليين (نسبة لميس، جد ماسينيسا
الأكبر) أما الغربيون فهم الماسايليين . . خلال الحرب البونية الأولى، اتحد
الماسايليون تحت قيادة الملك صيفاقس ، مع قرطاجة، حين اتحد الماسليون
بزعامة ماسينيسا مع الرومان. كانت كل نوميديا في يد ماسينيسا بعد انتصار
الرومان. دامت الدولة قرنا من الزمن حتى مجئ الرومان وخلعهم لآخر ملوكها
يوغرطة. أصبحت المملكة جزءا من الإمبراطورية الرومانية. ثم في 429م دخول
الوندال أرض الجزائر بقيادة جيسيريكو إلى سنة 533 إلى 646 م بيليساريوس،
جنرال جستنيان الأول البيزنطي، يقضي على الوندال، و يلحق المنطقة بروما
الشرقية .دخول الإسلام إلى الجزائر في 647 م
فتح
العرب البلاد على يد المسلم أبو المهاجر دينار في 647م ، الذي صادق كسيلة
الأمازيغي، مدخله في الإسلام بعدها . مبعوث الأمويين عقبة بن نافع يهاجم
كسيلة المرتد في انتقام، لكن عقبة يقتل على يديه، خلال القرن الثامن
الميلادي . عرفت البلاد قيام أولى الدول الإسلامية المستقلة، بعواصم
مختلفة، (الأغالبة مندوبو العباسيين، الرستميون، الأدارسة ). ظهر بعدها
التشيع الاسماعيلي برعاية الفاطميين ليتغير تدفق الفتوحات إلى الخارج، ففتح
هؤلاء بلاد مصر و الشام والحجاز، ثم تحولوا بعاصمتهم إلى جهة الشرق رافق
تمرد عملائهم السابقين، تغريبة (بنو هلال، بني سليم، بني المعقل) إلى
الجزائر، بتشجيع منهم، ابتداءا من القرن الـ11 م .
سيطر على البلاد العديد من السلالات : (الزيريون، الحماديون، الموحدون، الزيانيون، الحفصيون، المرينيون)حكم العثمانيين الإسلامي في 1518مدخل
الإسبان على الجزائر من وهران سنة 1504 بقيادة غونزالو سيسنيروز، كاردينال
الملوك الكاثوليك، فاستنجد سكان بجاية و جيجل بالاخوة عروج، حيث قام
باربروس عروج وخير الدين، بوضع بلاد الجزائر تحت سيادة الدولة العثمانية،
وجعلا من سواحل البلاد قاعدة لعملياتهم البحرية على الأساطيل المسيحية .
بلغت هذه النشاطات ذروتها سنة 1600 م، (أطلق على مدينة الجزائر اسم دار
الجهاد ). تعرضت مدينة الجزائر خلالها، لهجوم الملك شارل الخامس في 1535
بعد سيطرته على مدينة تونس، التي لم تدم طويلا . في سنة 1827 م قام الداي
حسين (حاكم الجزائر) بطرد القنصل الفرنسي من مجلسه مشيراً إليه بالمروحة،
فاعتبرتها فرنسا إهانة لها. و بعد حصار طويل قامت فرنسا باحتلال الجزائر
سنة 1830م .الجزائر الحاكم الأول والوحيد في البحر المتوسط
اعتبر البحر المتوسط محمية الاسطول الجزائري و رجاله، وكان على القوى الأوروبية دفع ضريبة الإبحار فيه، مقابل حمايتهم .
الولايات
المتحدة الأمريكية، والتي فقدت حماية بريطانيا العظمى لها بعد حرب
تحريرها، تعرضت سفنها للجهاد البحري ، حيث تم بيع ركابها كعبيد، تلى هذا،
خلال 1794، مقترح مجلس الشيوخ الأمريكي، دعما للبحرية للقضاء على القرصنة
في سواحل المتوسط . رغم حشد البحرية الأمريكية، عقدت الولايات المتحدة
اتفاقية مع داي الجزائر، سنة 1797، تضمن دفع ضريبة قدرها 10 مليون دولار
خلال 12 سنة، مقابل حماية مراكبها. بلغ سداد ضريبة الولايات المتحدة 20% من
مدخولها السنوي سنة 1800الاستعمار الفرنسي للجزائر في أخر الزمان
احتلت
فرنسا الجزائر عام 1830م بعد تخلي الدولة العثمانية عليها أين وجدت نفسها
وحيدة في مواجهة أكبر قوة عسكرية آنذاك *فرنسا* بمساعدة ودعم العديد من
البلدان الأوربية ... وحاولت فرنسا طمس ثقافة ديانة لغة الشعب الجزاشري لكن
ها إصطدمت بمقاومة عنيفة من الشعب وكذا القياديين البارزين في تاريخ
الجزائر المشرق وقد استمر صمود الجزائريين طوال فترة الغزو متمثلا في
مقاومات شعبية تواصلت طيلة القرن التاسع عشر إلى بداية القرن العشرين .الاستعمار الفرنسي للجزائر في أخر الزمان
احتلت
فرنسا الجزائر عام 1830م بعد تخلي الدولة العثمانية عليها أين وجدت نفسها
وحيدة في مواجهة أكبر قوة عسكرية آنذاك *فرنسا* بمساعدة ودعم العديد من
البلدان الأوربية ... وحاولت فرنسا طمس ثقافة ديانة لغة الشعب الجزاشري لكن
ها إصطدمت بمقاومة عنيفة من الشعب وكذا القياديين البارزين في تاريخ
الجزائر المشرق وقد استمر صمود الجزائريين طوال فترة الغزو متمثلا في
مقاومات شعبية تواصلت طيلة القرن التاسع عشر إلى بداية القرن العشرين .ومن أهم الثورات المسلحة خلال هذه الفترة :
- مقاومة الأمير عبد القادر والتي امتدت من 1832 إلى 1847 وشملت كل من المدية وبسكرة ومليانة ومعسكر وتلمسان .
- مقاومة أحمد باي من 1837 إلى 1848 وشملت منطقة قسنطينة .
- ثورة محمد بن عبد الله الملقب بومعزة , من 845 1الى 1847 بالشلف والحضنة والتيطري .
- مقاومة الزعاطشة من 1848 إلى 1849 بالزعاطشة ( بسكرة ) والاوراس. ومن أهم قادتها بوزيان ( بو عمار )
- مقاومة الاغواط وتقرت من 1852 إلى 1854 تحت قيادة الشريف محمد بن عبد الله بن سليمان .
- ثورة القبائل من 1851 إلى 1857 بقيادة لالة فاطمةنسومر والشريف بوبغلة .
- ثورة أولاد سيدي الشيخ من 1864 إلى 1880 بواحة البيض وجبل عمور ومنطقة التيطري , سور الغزلان وتيارت بقيادة
سليمان بن حمزة , أحمد بن حمزة , سي لتعلي .
- ثورة المقراني من 1871 إلى 1872 بكل من برج بوعريريج , مجانة , سطيف, تيزي وزو , دراع الميزان , باتنة, سور الغزلان, الحضنة .
- مقاومة بن العربي بن تاج , المعروف ببو عمامة من 1881 إلى 1883 ,وشملت عين الصفراء, تيارت , سعيدة, عين صالح .
- مقاومة التوارق من 1916 إلى 1919 بتاغيت, الهقار , جانت, ميزاب, ورقلة, بقيادة الشيخ أمود ..أحداث 8 مـاي1945غداة
انتهاء الحرب العالمية الثانية بسقوط النظامين النازي والفاشي . فخرج
الجزائريين في مسيرات تظاهرية سلمية لمطالبة فرنسا بالوفاء بالوعد. وكان رد
هذه الأخيرة بالسلاح والاضطهاد الوحشي ضد شعب أعزل . فكانت مجزرة رهيبة
شملت مدن سطيف و قالمة وخراطة , سقط خلالها ما يزيد عن 45.000 شهيد .
فأدرك الشعب الجزائري أنه لا حرية له ولا استقلال إلا عن طريق النضال والكفاح المسلح
ثورة أول نوفمبر 1954 الخالدة .... أعظم الحروب في العصر الحديث
في
ليلة الفاتح من نوفمبر من سنة 1954 شن ما يقارب 3000 مجاهد ثلاثين هجوما
في معظم أنحاء الوطن , على المراكز الحساسة للسلطات الاستعمارية . وقد
توزعت العمليات على معظم أنحاء التراب الوطني حتى لايمكن قمعها كما حدث
لثورات القرن التاسع عشر بسبب تركزها في جهات محدودة . وعشية اندلاع الثورة
أعلن عن ميلاد " حزب جبهة الحرير الوطني" وتم إصدار بيان يشرح طبيعة تلك
الأحداث ويحدد هدف الثورة , وهو استعادة الاستقلال وإعادة بناء الدولة
الجزائرية .
*هجوم 20 أوت 1955
يعتبر هجوم 20 أوت 1955
بمثابة نفس جديد للثورة , لنه أبرز طابعها الشعبي ونفي الادعاءات المغرضة
للاستعمار الفرنسي , ودفع الأحزاب إلى الخروج من تحفظها والانضمام إلى جبهة
التحرير . إذ عمت الثورة العارمة جميع أجزاء التراب الوطني , واستجاب
الشعب تلقائيا , بشن عمليات هجومية باسلة استمرت ثلاثة أيام كاملة كلفت
تضحيات جسيمة في الأرواح, لكنها برهنت للاستعمار والرأي العالمي بان جيش
التحرير قادر على .
*مؤتمر الصومام 20 أوت 1956
حققت جبهة
التحرير الوطني في بداية نشاطها إنجازات هائلة , مما شجعها على مواصلة
العمل التنظيمي . فقررت عقد مؤتمر تقييمي لسنتين من النضال وذلك في 20 أوت
1956 في أغزر امقران بوادي الصومام . كرس المؤتمر مبدأ القيادة الجماعية ,
مع الأولوية للقيادة العسكرية والنضال داخل التراب الوطني .
*أحداث قرية سيدي يوسف 08 فيفري 1958
من
بين العمليات الوحشية التي قام بها الجيش الفرنسي من أجل عزل المجاهدين
وعرقلة وصول الأسلحة والمؤن إلى داخل الوطن, قصف قرية سيدي يوسف التونسية
الواقعة على الحدود الجزائرية يوم 08 فيفري 1958 حيث قامت القوات
الاستعمارية بشن هجمات عنيفة بطائراتها الحربية تسببت في ابادة عشرات
الأبرياء من المدنيين التونسيين والجزائريين .
*الحكومة الجزائرية المؤقتة 19 سبتمبر 1958
مواصلة
للجهود التنظيمية للهيئات السياسية التي تقود الثورة , تم يوم 19 سبتمبر
1958 من طرف لجنة التنسيق والتنفيذ، الإعلان عن تأسيس الحكومة المؤقتة
للجمهورية الجزائرية , كإحياء للدولة واستعاده للسيادة , وقد يظهر جليا انه
أصبح للشعب الجزائري ممثل شرعي ووحيد .
*مظاهرات 11 ديسمبر 1960
صعد
الشعب الجزائري مواقفه لتصبح علنية استجابة لنداءات جبهة التحرير الوطني
منذ أول نوفمبر 1954 فقام باضطرابات ومظاهرات للتعبير عن رايه والتأكيد على
وحدته ونضجه السياسي , وقد بدا ذلك جليا خلال مظاهرات 11 ديسمبر1960 التي
شملت كافة التراب الوطني .
*أحداث 17 أكتوبر 1961
تحتفظ الذاكرة
الجماعية بتاريخ 17 أكتوبر 1961 , يوم خرج مئات الجزائريين بالمهجر في
تظاهرات سلمية تلبية لنداء فيدرالية حزب جبهة التحرير الوطني بفرنسا ,
فوجهوا بقمع شديد من طرف السلطات الفرنسية .أدى إلى قتل العديد منهم ,
ويمثل هذا التاريخ اليوم الوطني للهجرة تخليدا لتلك الأحداث الراسخة على
صفحات التاريخ الجزائري .**الاستقلال**استمرت
الثورة متحدية كل انواع القمع التي تعرضت لها في الأرياف والمدن من أجل
ضرب ركائزها .وتواصل الكفاح المسلح إلى جانب العمل المنظم من اجل جمع
التبرعات المالية وشحن الادرية وتوزيع المناشير وغيرها . قي الشعب الجزائري
صامدا طيلة سنوات الحرب يقاوم شتى أنواع البطش من اعتقالات تعسفية وترحيل
وغيرها مبرهنا بذلك على ايمانه بحتمية النصر .
.وتم الإعلان عن استفلال الجزائر يوم 3 جويلية 1962 واختير يوم 5 جويلية عيد للاستقلال
مقابل مليون ونصف مليون شهيد إرتوت بهم أرض الجزائر الطيبة الطاهرة.
تعليقات
إرسال تعليق